سبك الأرواح هو الاستسلام للفطرة السليمة، والنزوع إلى الطبيعة الملائكية، ومقاومة عوامل التعرية في الحياة، واستلهام الأفكار الصائبة.

أما ملامح الوجه والخِلقة فليست خيارًا لنا، بينما الخُلق فهو صُنع أيدينا، قاسيًا كان أم لينًا، حسنًا أم سيئًا.

وقد تعلمت من والدها أن الضغينة تُشوّه الملامح الروحية، وأن الحقد يطمسها، وأن الكره يُبدّل الفطرة الربانية، بينما الغضب يزيد الطاقة السلبية.

تلك النتوءات النفسية تُوهِن الروح وتورث مرضًا لا يُرجى بُرؤه، يأكل ثنايا القلب وينخره حتى يصير هباءً منثورًا.

يتطلع كلٌّ منا إلى تنشئة أطفاله التنشئة المثالية وتربيتهم التربية السليمة، متحدّين في ذلك الصعاب والعقبات التي قد تعترض طريقنا.

ومن هنا جاءت فكرة هذا الدليل، ليكون عونًا للآباء والأمهات، يرشدهم إلى قواعد التحصين في ديننا الإسلامي، تلك القواعد التي قد يغفل عنها كثير من الناس لانشغالهم في شؤون الحياة، لا جهلًا بها، وهو ما يوقعنا في مشكلات لا حصر لها.

وعندما شرعنا في كتابة مقدمة هذا الدليل، كان لزامًا أن نوضح ما يتضمنه بجلاء، دون أن ننتقص من قيمته أو نغالي في قدره.

حرصنا أن يتنقّل القارئ بين صفحاته مستمتعًا بمحتواه، متفهّمًا لكل جزئية فيه، كبيرها وصغيرها، ساعيًا إلى الاستفادة مما يقدمه، ليكون مرجعًا عمليًا يلجأ إليه كل أب وأم كلما واجهتهم تحديات في تربية أبنائهم.

إنّ هذا الكتاب يتناول موضوعات اضطرابات النطق والكلام من منظور تربوي وتنموي، ويركّز على:

• تعريف اضطرابات النطق والكلام وتأثيرها على التواصل واللغة.
• الأسباب المحتملة لهذه الاضطرابات، سواء كانت عضوية أو نفسية أو بيئية.
• أنواع الاضطرابات الشائعة مثل اللجلجة (التلعثم)، العسر في الكلام، الخمخمة (الرنّة في الصوت)، وغيرها.
• أساليب التشخيص المبكر لهذه الاضطرابات وأهمية التدخّل المناسب في الوقت المناسب.
• استراتيجيات علاجية وتدريبية لتعزيز قدرات النطق والتعبير لدى الأفراد المتأثرين.
• دور البيئة العائلية والمدرسية في دعم الشخص الذي يعاني من هذه الاضطرابات.